التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}

صفحة 5196 - الجزء 7

  قراءة العامة: «زُجَاجَةٍ» بضم الزاي، وعن نصر بن عاصم بفتحها، قال الأخفش: فيها ثلاث لغات: ضم الزاي، وفتحها، وكسرها.

  واختلف القراء في «دُرِّيٌّ» فقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر ويعقوب وحفص عن عاصم: «دُرِّيٌّ» مضمومة الدال مشددة الياء غير مهموزة، وهو اختيار أبي حاتم، وأبي عبيد، وهو الأحسن.

  وقرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال مهموز الياء ممدودة.

  وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بضم الدال ممدودة مهموزة.

  وقرأ سعيد بن المسيب وأبو رجاء العطاردي بفتح الدال والهمزة.

  أما الأول فمنسوب إلى الدُّرِّ لصفائه وبهائه، قال أبو عبيد: وإنما اخترنا هذه القراءة لثلاث علل:

  أحدها: ما جاء في التفسير أنه منسوب إلى الدر.

  والثاني: لما روي في الخبر: إن أهل الجنة يرون أهل عليين في عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن [أبا بكر] وعمر منهم وأَنْعَما.