التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال 36 رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار 37 ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب 38 والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب 39 أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور 40}

صفحة 5208 - الجزء 7

  · الإعراب: (إِقَامِ الصَّلَاةِ) وأصله إقامة، فحذف الهاء الزائدة لأجل الإضافة؛ لأن الإضافة عوض عن الهاء، وبقي عنها إذا كانت الهاء عوضاً مما حذف؛ لأن أصله:

  أَقْوَمْتُ إقْواماً، فاستثقلوا الضمة على الواو، فسكنوها فاجتمع حرفان ساكنان، فأسقطوا الواو، ونقلوا حركته إلى القاف، وأبدلوا الواو المحذوفة هاء في الحرف، كما يقال: عِدَةٌ وزِنَةٌ، وأصلها: وَعْدٌ ووَزْنٌ، فلما أضيف حذفت الهاء، وبقيت الإضافة عوضاً عنها، قال الشاعر:

  إنّ الخلِيط أجَدُّوا السير فانْجردوا ... وأخلفوك عدَى الأمر الذي وعدوا

  أراد: عدة، فحذف.

  ويقال: لِم وحَّدَ المشكاة والمصباح، وجمع: {فِي بُيُوتٍ}، ولا يكون مصباح إلا في بيت؟

  قلنا: هذا خطاب التلوين، بدأ بالتوحيد ثم بالجمع للتصرف في الكلام، وقيل: أراد في كل بيت.

  · النزول: عن ابن عمر أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتهم، ودخلوا المسجد، فقال: فيهم نزل: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.

  وقيل: نزل قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله: {فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} في