التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين 47 وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون 48 وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين 49 أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون 50 إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون 51 ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون 52}

صفحة 5230 - الجزء 7

  الْمُؤْمِنِينَ» يعني ينبغي أن تكون طريقة المؤمن، وقيل: المؤمن من يسمع ويطيع اللَّه ورسوله «إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ» أي: إلى كتابه وحكمه «وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا» الدعاء «وَأَطَعْنَا» فيه. «وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلحُونَ» أي: فازوا بالمطلوب من الثواب «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ» أي: يخشى عقابه «وَيَتَّقْهِ» أي: يتقي معاصيه، وقيل: يخشى يتعلق بما سلف منه في الماضي، «وَيَتَّقْهِ» يتعلق بالمستقبل، كأنه أمر أن يتلافى ما مضى، ويتقي في المستقبل، «فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ» الآخذون حظهم من الخير.

  · الأحكام: يدل قوله: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا} مع قوله: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} على أن الإيمان ليس هو مجرد القول على ما يزعمه بعضهم؛ إذ لو كان كذلك لما صح النفي بعد الإثبات.

  وتدل على أن الإعراض فِعْلُهم لذلك وبخهم عليه.

  وتدل على أن قوله: {وَإِذَا دُعُوا} يتضمن المنافقين لذلك قال: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} وظنوا الحيف من اللَّه ورسوله، وذلك من صفة المنافق.

  وتدل على أن الواجب عند التنازع الرجوع إلى الكتاب والسنة.

  وتدل على وجوب حضور مجلس القضاة عند الدعاء؛ لأنه منتصب للحكم بكتاب اللَّه وسنة نبيه ÷.