قوله تعالى: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل 17 قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا 18 فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا 19 وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا 20}
  على الكناية عن الآلهة، وقرأ ابن كثير في رواية [ابن] أبي بزَّة بالياء فيهما «يقولون»، و «يستطيعون». وقيل: ذلك لا يصح، ولا خلاف بين أهل مكة في «يقولون» أنه بالياء.
  · اللغة: البَوَارُ: الهلاك، والبُورُ: الرجل الهالك والقوم الهَلْكَى، وأصل الباب: الشيء الفاسد، بارت السلعة: كَسَدَتْ كأنها بقيت [بقاء الفاسد]، والبور مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، وقيل هو جمع الباير، قال الشاعر:
  يا رَسُولَ الملِيكِ إِنَّ لِسانِي ... رَاتِقٌ ما فَتَقْتُ إذْ أنا بُورُ
  والصرف: مصدر صرفه عن الشيء صرفاً.
  يقال: لِمَ كسرت (إنَّ) في قوله: {إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}.
  قلنا: لأنه موضع ابتداء كأنه قيل: إنهم يأكلون، وقيل: أولياء أفعلاء وما كان على أفعلاء وفعلى لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.
  · النزول: قوله {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} قيل: نزلت في أبي جهل بن هشام، والوليد بن عقبة، والعاص بن وائل، والنضر بن الحارث، وذلك أنهم لما رأوا أبا ذر، وابن مسعود، وعمارًا، وبلالاً، وصهيباً أسلموا قالوا: أنسلم فنكون مثل هَؤُلَاءِ، فنزلت الآية، عن مقاتل.