التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين 38 قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين 39 قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم 40 قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون 41 فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين 42 وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين 43 قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين 44}

صفحة 5430 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ ابن كثير في رواية القواس «سَأْقَيْها» و «[على] سُؤْقِهِ» بالهمز، الباقون بغير همز.

  قراءة العامة: {عِفْرِيتٌ} وعن أبي وجاء العطاردي: «عفاريت».

  · اللغة: العفريت: النافذ [القوي] مع خبث ودهاء، ويقال: عِفْريت نِفْريت، وعفاريت نفاريت: إذا كان خبيثًا منكرًا شريرًا، وقيل: الظلوم، والجمع: عفاريت وعفارية.

  والتنكير: التغيير إلى حال ينكرها صاحبها إذا رآها، وأما الإنكار: فجحد العلم بصحة الشيء، ونقيضه: الإقرار.

  والاهتداء: قبول الهدى، يقال: هدى واهتدى.

  والصرح: القصر، وكل بناء مشرف فَصَرْحٌ، وصَرْحَةُ الدار: ساحتها، وقارعتها: صحنها، وأصله الوضوح، ومنه: صرّح بالأمر، أي: كشفه وأوضحه، وسمي البناء المشرف: صرحًا؛ لظهوره.

  واللُّجّة: معظم الماء، والجمع: لجج، ولُجَّةُ البحر خلاف الساحل، ولَجَّ في الأمر: بالغ بالدخول فيه، والبحر تلاطمت أمواجه.

  والمُمَرَّد: البناء الطويل، والأمرد: الشاب الذي لم تَبْدُ لحيته، وَمَرَّدَ الغُصْنَ: ألقى عنه لحاه فتركه أمرد، وشجرة مَرْدَاء، والأمرد من الخيل الذي لا شعر عليه، وأصله من الظهور، ومنه المارد: العاتي لظهور شره، ورجل أمرد لظهور مكان شعره.

  · الإعراب: {مَا كَانَتْ تَعْبُدُ} قيل: محله رفع؛ لأن (ما) هو العبادة، وقيل: محله نصب؛ لأن سليمان صدها عن ذلك المعبود.