قوله تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين 36 وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون 37 وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين 38 واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون 39 فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين 40 وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون 41 وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين 42}
  · اللغة: الجَعْل: يستعمل على أربعة أوجه:
  منها: إحداث الشيء كقوله: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام: ١].
  وثانيها: تغيره من حال إلى حال، كما جعل النطفة علقة وجعل الطين خزفًا.
  وثالثها: الحكم به، يقال: جعله عدلا، وجعله فاسقًا، وجعلهم رؤساء الضلالة.
  ورابعها: جعله باعتقاد أنه كذلك قولهم: جعله الله مثلا، وجعله مرتبًا.
  والافتراء: الكذب، يقال: افتريت الحديث واختلقته، وافتَجَرْتُهُ واخترَصْته وخرَصته، أي: افتعلته كذبا، والمفتري: الكذاب، والفرية: الكذب العظيم.
  والإيقاد: إيقاد النار، أوقدتها: أَجَّجْتُها.
  والصرح: البناء العالي، زاصله الظهور.
  والاطلاع: الهجوم على الشيء.
  والنبذ: الطرح، والشيء منبوذ، ومنه: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}[آل عمران: ١٨٧].
  والقبح: الإبعاد، قبحه الله، أي: أبعده، من القبح؛ لأنه يبعد القبيح، وقال عمار لرجل تناول عائشة: اسكت مقبوحًا منبوحا، قال شمر: فالمقبوىح جعله قبيحًا.
  · الإعراب: يقال: ما الفرق بين (لما) و (لو)؟
  قلنا: إن (لو) لتقدير وقوع الثاني بالأول، و (لما) لإيجاب وقوع الثاني بالأول، فـ (لو) لا دليل فيه أنهم قالوا، وفي (لما) دليل على أنهم قالوا عقيب مجيء الآيات.