قوله تعالى: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين 76 وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين 77 قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون 78 فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم 79 وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون 80 فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين 81 وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون 82}
  مكتنز، فالكنز جمع المال بعضه إلى بعض، إلا أنه في العرف: اسم لما يخبأ تحت الأرض، وفي الشرع: اسم لمال لم تُؤَدَّ زكاته، جاء الشرع بذلك.
  والمفتاح: ما يفتح به الأغلاق، يقال: مفتاح ومفاتيح ومَفَاتِحُ.
  النَّوْءُ: نهوض الإنسان بالحمل إذا نهض به مع ثقله يَنُوءُ نوءًا، ومنه: أخذت الأنواء: نجوم تنهض من المشرق، وقال الأصمعي: الأنواء ثمانية وعشرون نجمًا معروفة يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله من ساعته، ويكون انقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، وكانوا يقولون: إذا سقط نجم وطلع نجم لا بد من مطر، فيقولون: مطرنا بِنَوْءِ كذا، وقال ابن الأنباري: لا يكون نَوْءٌ حتى يكون معه مطر، وقد شدد رسول الله ÷ في ذلك وذكر أنه من أمور الجاهلية؛ لأنهم أضافوا المطر إلى النجم فكفروا، ولو قالوا: أمطرنا الله عند طلوع نجم كذا لم يكن خطأ ولا كفرًا.
  والعُصْبَةُ: الجماعة لا واحد له من لفظه، وكذلك العصابة، وقيل: هو من العشرة إلى الأربعين، وقيل: أصله من العَصْبِ وهو الشد.
  والخسف: سَوْخُ الأرض بما عليها.
  والفئة: الجماعة المنقطعة إلى أمر تجتمع عليه، وأصله من فَأَوْتُ رأسه بالسيف:
  إذا قطعته، وتصغيره: فُئَيَّةٌ.
  · الإعراب: (وَيْكَأَنَّ) قال قطرب: (وَيْ) كلمة تفجيع، (كأن) حرف تنبيه. وقال الخليل: (ويك) كلمة، و (أَيْ) كلمة، تقديره: ويكأن الله يبسط الرزق، قال عنترة:
  وَلقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَذْهَبَ سُقْمَها ... قَوْلُ الفَوَارِسِ ويكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ