قوله تعالى: {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين 31 من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون 32 وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون 33 ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون 34 أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون 35}
  والتفريق: ضد الجمع، والافتراق والاجتماع من جنس الألوان.
  والشيع: الفِرَق، فكل فرقة شيعة على حدة، سموا بذلك؛ لأن بعضهم يُشَيِّعُ بعضًا، أي: يتابعه، والشيعة: مَنْ تَبِعَ أمير المؤمنين.
  والحزب: الجماعة، وجمعه: أحزاب، تَحَزَّبَ القوم: صاروا أحزابًا وفرقًا.
  · الإعراب: {مُنِيبِينَ} نصب على الحال، يعني: منيبين في حالة إقامة الوجه للدين.
  ومتى قيل: إذا كان الخطاب للنبي ÷ فَلِمَ صرف إلى كل المكلفين؟
  قلنا: الخطاب للجميع وإن كان على لفظ واحد؛ لأن كل مكلف داخل في الآخر، كأنه قيل: أقم أيها السامع.
  وقيل: فيه حذف، أي: أقم أنت وأمتك.
  وقيل: لأنهم مذكورون في قوله: (الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، عن أبي مسلم.
  · المعنى: ثم أمر تعالى بالإخلاص بعد إقامة الدلائل على بطلان الشرك، فقال تعالى: «مُنِيبِينَ إِلَيهِ» أي: راجعين إليه بالتوبة مقبلين عليه بالطاعة «وَاتَّقُوهُ» أي: اتقوا عذابه باتقاء معاصيه «وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ» أديموها في أوقاتها «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ» يعني: خالفوا دين الحق وتركوه و «فَرَّقُوا» أي: كل واحد دان بدين آخر على ما يهواه، فهم جعلوها أديانًا، والحق واحد «وَكَانُوا شِيَعًا» أي: فرقًا، لكل واحد مذهب ودين وإن جمعهم تَرْكُ الحق، قيل: هم اليهود والنصارى، عن قتادة. وقيل: جميع الكفار، وقيل: هم أهل البدع، روي مرفوعًا، رواه عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ÷ وقد سألته عائشة -: «لكل صاحب ذنب توبة إلا صاحب البدع والأهواء ليست لهم توبة، أنا منهم بريء وهم مني براء».