التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الم 1 تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين 2 أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون 3 الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون 4 يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون 5 ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم 6}

صفحة 5670 - الجزء 8

  · اللغة: التنزيل: ترتيب الشيء، وهو مصدر نَزَّلَ تنزيلاً، وأصله: النزول، ومنه: النازلة الشديدة تنزل بالإنسان.

  والرَّيْبُ: الشك.

  والنذير والمُنْذِرُ: المُخَوف، وأصل الإنذار: الإعلام بموضع المخافة.

  والتَّدْبير: النظر في إدبار الأمور.

  [عَرَجَ] يَعْرُجُ فيه، فإذا أراد أنه أعرج قلت: عَرِجَ يَعْرَجُ.

  والغيب: قيل: خفاء الشيء عن الإدراك، وقيل: هو ما لا يعلم ضرورة، وما لا دليل عليه، وهو الصحيح، عن القاضي. وأصله: ما غاب عن الحواس، وحَدّهُ ما ذكرنا.

  والشهادة: ما ظهر للإدراك.

  والعزيز: القادر على منع غيره، ولا يقدر أحد على منعه، وأصله: المنع، ومنه: مَنْ عَزَّ بَزَّ، أي: من غلب لا يمنعه أسيره من أخذ سلبه. وعَزَوْت فلانًا على أمره: غلبته عليه. والعَزَازُ: الأرض الصلبة؛ لامتناعها بصلابتها، وعَزَّهُ يَعُزُّهُ: غلبه، ومنه: إذا عَزَّ أخوك فَهُنْ؛ أي: إذا غلبك ولم تقاومه فَلِنْ له.

  · الإعراب: الميم في قوله: {أَمْ} قيل: صلة، وتقديره: أتقولون؟ فهو استفهام، والمراد به التوبيخ، وقيل: هو بمعنى الواو تقديره: وتقولون، وقيل: فيه إضمار، وتقديره: فهل يؤمنون به أم يقولون افتراه؟

  ويقال: لِمَ جاز أن يعطف ب {أَمْ} من غير أن يكون قبلها استفهام؟

  قلنا: لأنها جاءت بمعنى (بل) والألف، تقديره: بل يقولون، أيقولون؟ وقيل:

  فيه تقدير استفهام.

  رفع «تَنزِيلُ» على الابتداء.