التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين 123 إذ قال لقومه ألا تتقون 124 أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين 125 الله ربكم ورب آبائكم الأولين 126 فكذبوه فإنهم لمحضرون 127 إلا عباد الله المخلصين 128 وتركنا عليه في الآخرين 129 سلام على إل ياسين 130 إنا كذلك نجزي المحسنين 131 إنه من عبادنا المؤمنين 132}

صفحة 5946 - الجزء 8

  (إِلْ يَاسِينَ) فقيل: إنها لغة في إلياس كإسماعيل نحو: ميكايل وميكائين، وقال الفراء: هو جمع أراد إلياس وأتباعه من المؤمنين كقولهم: المملئون والأسعدون، قال الشاعر:

  اَنا ابْن سَعْدٍ أَكْرَمَ السَّعْدِيَنا

  قال الكسائي: والعرب قد تثنِّي الواحد وتجمع، قال الشاعر:

  قَدْنِي مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي

  وإنما هو أبو خبيب عبد الله بن الزبير، والقراء كلهم على {وَإِنَّ إِلْيَاسَ}، {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}، وعن ابن مسعود وعكرمة: (وَإِنَّ إدريسَ) و (سلام على إلياس)، فقال:

  إلياس هو إدريس، ولعله فسره به.

  · اللغة: الأليس: الشجاع، وهو بئر أليس، وقوم ليس، قال الفراء: والأليَسُ: البعير يحمل كُلَّ ما يحمل عليه، ومنه اشتقاق الرجل الأليس، فأما إلياس فهو اسم عجمي معرب؛ ولذلك لا ينصرف، ولو كان من الأليس لانصرف.

  والبعل: الزوج والرب والصاحب، وأصله: الرب، وقيل: هو الرب بلغة اليمن، ويقال: هو بعل هذه الدار، وسمي الزوج بعلاً؛ لأنه رَبُّ البضع، أي: مالكها، وسمي ذلك الصنم بعلاً؛ لاعتقادهم أنه مالك العبادة.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ قصة إلياس، فقال سبحانه: «وَإِنَّ إِلْيَاسَ» قيل: هو إدريس، عن ابن مسعود، وعكرمة، وقتادة. وقيل: هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن