التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم 21 ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير 22 ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور 23 أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور 24 وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 25}

صفحة 6238 - الجزء 9

  · اللغة: (أم) كلمة يعطف بها آخر الكلام على أوله، وأكثر ما تكون في جواب الاستفهام عن أمرين لا شك في [ثبوت] أحدهما، كقولك: أزيد في الدار أم عمرو، وقد علم كون أحدهما فيها، ولا يدري أيهما هو.

  الإشفاق: الخوف من جهة الرقة على المخوف عليه من وقوع مكروه، وأصله الرقة، ومنه: ثوب شفَقٌ أي: رداء رقيق.

  والأذان: الإعلام.

  والروضة: الموضع الخضر الحسن النبات.

  قال الشاعر:

  مَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْحَزْنِ مُعْشِبَةٌ ... خَضْرَاءُ جَادَ عَلَيْهَا مُسْبِلٌ هَطِلُ

  وكلهم يسمون الروضات ما أنبتت الريحان والبقل والعشب.

  والجنة: الأرض تَجُنُّها الأشجار، وأصله من الستر، ومنه: الجِنَّة والجنون والاقتراف: اكتساب الدنيا، فَقَرَفَ واقترف بمعنى.

  [وَ] يَمْحُ اللَّهُ: المحو: إذهاب الأثر.

  · الإعراب: «يَمْحُ» رفع إلا أنه حذف منه الواو في المصحف، كما حذف من {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}⁣[العلق: ١٨] على اللفظ في ذهابها لالتقاء الساكنين، وليس بعطف على {يَخْتِمْ}، ولأنه واقع، ويوضحه: {وَيُحِقُّ الْحَقَّ}.