قوله تعالى: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم 17 أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين 18 وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين 19 وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون 20 وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون 21 فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون 22 فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون 23 واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون 24}
  والكريم: الحقيق بأن يكرم، وكل شيء يكرم عليك، فهو كريمك.
  والرجم: الرمي بالحجارة، والرمي بالشتم، يقال: رجمه: إذا رماه، ومنه: رجم الزنا.
  والاعتزال: الانقطاع عن الشرك، وترك ملابسته، ومنه: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُم}[مريم: ٤٩] ومنه سميت المعتزلة.
  والسرى: سير الليل، سَرَيتُ أنا، وأسريت غيري، وأسريت به، قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}[الإسراء: ١]، قال الشاعر:
  أنَّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوْبِ ... وتُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ
  والرَّهْوُ: الساكن، وقيل: المفتوح المنكشف، عن أبي مسلم، يقال: عَيْشٌ رَاهٍ:
  ساكن، وأرْهِ على نَفْسِكَ أي: ارفق بها.
  · الإعراب: «عِبَادَ اللهِ» نصب «عِبَادَ» بـ «أدوا»، نظيره: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء: ١٧]. وقيل: على النداء، أي: يا عباد الله أدوا ما أمركم الله به، عن الفراء. {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي} تدغم الذال في التاء لقرب المخرج فتصير تاء.
  · المعنى: لما تقدم تكذيب قومه عقبه بقصة موسى وتكذيب فرعون؛ تسلية له وبشارة بالفرج، ووعيدًا لهم، فقال - سبحانه -: «وَلَقَدْ فَتَنَّا» أي: شددنا التكليف عليهم، وتفسيره: عاملناهم معاملة المختبر، وقيل: عذبناهم، عن أبي مسلم.
  ومتى قيل: فأي تشديد يفيد في بعثة موسى؟
  قلنا: أمرهم بطاعته وتعظيمه مع عظم حالهم وضعف حاله في الدنيا.