التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم 31 ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين 32 أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير 33 ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون 34 فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون 35}.

صفحة 6430 - الجزء 9

  والإجارة: أن تُؤَمِّنَهُ من خوف، يقال: أجاره يُجِيرُهُ. فهو مُجِيرٌ، ومنه: {يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ}⁣[المؤمنون: ٨٨].

  والولي: الذي من شأنه التولي إلى النصرة عند الحاجة، وولي النكاح: متولي العقد.

  أَعْيَا الرجل في مشيته يعيا إعياءً: إذا شق عليه أو امتنع، وعَيِيَ عيًّا في منطقه، ورجل عَيَاياءُ: إذا عَيَّ بالأمر والمنطق، وداءٌ عَيَاءٌ: لا دواء له.

  والعزم: عقد القلب على شيء أن يفعله، ونحوه: العزيمة، قال ابن زيد: عزمت عليك: أقسمت عليك، وقيل: معناه أمرتك أمرًا جدًا، والعزائم: الفرائض، والعزم:

  القوة على الشيء والصبر عليه، وقيل: الحزم التأهب للأمر، والعزم المضي فيه والنفاذ، والعزم: إرادة مخصوصة، وليس بمعنى سوى الإرادة.

  والتبليغ: مصدر بلغه تبليغًا، والاسم البلاغ نحو: أديت تأدية، والاسم الأداء.

  · الإعراب: موضع «بِقَادِرٍ» رفع لأنه خبر (أَنَّ).

  «بَلَاغٌ» رفع لأنه خبر ابتداء محذوف، يعني هذا القرآن بلاغ، أو المنزل، أو الكتب بلاغ.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تمام خبر الجن، فقال - سبحانه - حاكيًا عنهم: «يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ» قيل: محمدًا، ÷ فيما يدعو إليه؛ لأنه كان يدعو إليه، كما أن الكفار يدعون إلى الأوثان، وقيل: هو عام في كل من يدعو إلى توحيد الله تعالى وعدله وعبادته «وَآمِنُوا بِهِ» قيل: بالله، وقيل: برسوله «يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» أي: ذنوبكم، و {مِنْ} تأكيد، قال أبو علي: وهو من الخاص الذي يريد به العام، وقيل: (مِنْ)