قوله تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون 13}
  الظلوم العجول القائل بخلاف الحق، عن قطرب. وقيل: السفيه الجاهل.
  والعلم: مصدر علم يعلم علمًا، وَحَدُّهُ: اعتقاد يوجب سكون النفس إلى معتقده، وقيل: إثبات الشيء على ما هو به.
  · الإعراب: موضع (إذا) من الإعراب نصب، كأنك قلت: يوم الجمعة قالوا، و (إذا) اسم للوقت إلا أنه يشبه حرف الجزاء، وموضع الجملة المحكية بعد قيل الرفع، على تقدير: قيل لهم خير، فالجملة اسم ما لم يسم فاعله، والجملة الثانية في موضع نصب، تقديره كأنه قيل: قالوا شرًّا.
  ويقال: لِمَ كسر «إن»، وأين تكسر؟
  قلنا: تكسر في ثلاثة مواضع: في الحكاية بعد القول على الاستئناف، وفي الابتداء، وفي دخول اللام على خبرها، في قوله: {وَاللَّه يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُه} وكسرت (إن) في قوله: {أَلَا إِنَّهُم هُمُ} لأنه يستأنف الكلام بعده، قال امرؤ القيس:
  أَلاَ إنَّ بَعْدَ العُدْمِ لِلْمَرْءِ قِنْوَةً ... وَبَعْدَ المَشِيبِ طُولَ عُمْرٍ وَملْبَسَا
  ويقال: ما الألف في قوله: أنؤمن؟
  قلنا: ألف إنكار، أصلها الاستفهام، كقوله: {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّه أَطْعَمَهُ}.
  ويقال: ما معنى (لكن)، وما أصله؟
  قلنا: (لكنْ) كلمة جمع وحذف واشتراك، أما الجمع فلأنها مبنية من (لا) على النفي، وكاف الخطاب، و (إن) الإثبات، وأما الحذف فلأنه حذف عنها الهمزة، وتقلب كسرة (إن) إلى الكاف فصار لكن، وأما الاشتراك فلأنه اجتمع فيه النفي والإثبات؛ لأنها تنفي ما قبلها، وتثبت ما بعدها، وهي تخفف وتثقل، فإذا ثقلت نصب ما بعدها، كما تنصب (أنْ) المشددة، فإذا خففت رفعت كما ترفع (أنْ)