التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 علمه شديد القوى 5 ذو مرة فاستوى 6 وهو بالأفق الأعلى 7 ثم دنا فتدلى 8 فكان قاب قوسين أو أدنى 9 فأوحى إلى عبده ما أوحى 10}

صفحة 6634 - الجزء 9

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي بالإمالة لأواخر الآي في هذه السورة وأشباهها كل القرآن، وقرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو، بين الفتح والكسر، ومعناه أنه بالفتح إلا أنهم لا يفتحون فتحًا شديدًا، والباقون بالفتح والتفخيم، وابن كثير وعاصم أشد تفخيمًا في ذلك.

  · اللغة: النجم: الكوكب، سمي نجمًا لطلوعه، نَجَمَ القَرْنُ والسن والنبت إذا طلع.

  والهُوِيُّ والنزول والسقوط نظائر، هَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، نحو مضى مضيًّا، وأَهْوت الناقة تهوي هويًّا فهي هاوية إذا عَدَتْ عدوًا شديدًا، كأنه في هواء، ومنه: الهاوية؛ لأنها تهوي بأهلها من أعلاها إلى أسفلها.

  والغي: الخيبة، غَوَى يَغْوِي، ومنه الغواية.

  والوحي: إلقاء المعنى إلى النفس في خفية.

  والقوة: القدرة، وأصله الشدة، والجمع: القوى.

  والمِرَّة: شدة الفتل، وجمعها: مِرَرٌ، وحقيقة المِرَّة: اعتدال الخَلْق، وأمررت الحبل: فتلته، والمفتول: مَرِيرٌ، والأمَرَّان: المرض والهرم لشدتهما.

  وأصل الاستواء: الاعتدال، ثم سمي الاستيلاء والقصد والاستقرار بذلك.

  والأفق: ناحية السماء، وهي آفاق، قال الشاعر:

  لَقَدْ سَافَرْتُ في الآفاقِ حَتَّى ... رَضيت مِنَ الْغَنِيِمَةِ بالإِيَابِ