التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر 18 إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر 19 تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر 20 فكيف كان عذابي ونذر 21 ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر 22}

صفحة 6685 - الجزء 9

  · القراءة: قراءة العامة: «نَحْسٍ» بسكون الحاء، وقرأ هارون الأعور بكسر الحاء، وهما لغتان، يقال: يوم نَحْس، ونَحِس: مشؤوم.

  · اللغة: الريح الصرصر: الشديد الهبوب حتى يسمع صوتها، وهو مضاعف صر وصرصر، ونظيره: كَبَّ وكَبْكَبَ، ونَهَّ ونَهْنَهَ.

  والمستمر: الجاري علي طريقة واحدة استمرارًا.

  والأعجاز: جمع عَجُزٍ، نحو: أعضاد وعَضُدٍ.

  والمنقعر: المتقلع من أصله؛ لأن قعر الشيء قراره، فلذلك سمي المنقلع منقعرًا؛ لأنه اجتث من قعره، وانقعر ينقعر انقعارًا، وقعره غيره تقعيرًا، وتقعر في كلامه مثل تعمَّق.

  · الإعراب: يقال: لِمَ قال: ريح صرصر، وريح عاصف، ثم قال: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً}⁣[الأنبياء: ٨١]؟

  قلنا: قال المبرد: كل ما كان من هذا الباب فلك أن ترده إلى اللفظ تذكيرًا، ولك أن ترده إلى المعنى تأنيثًا.

  وقوله: {مُنْقَعِرٍ} ولم يقل: منقعرة؛ لأن النخل تُذَكَّرُ وتؤنث.

  · المعنى: ثم ذكر قصة عاد، فقال - سبحانه -: «كَذَّبَتْ عَادٌ» هم قوم هود كذبوا رسولهم هودا «فَكَيفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ» أي: إنذاري «إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا» أي: شديد الهبوب، وقيل: كانت باردة، عن ابن عباس، وقتادة، أخذ من الصر، وهو البرد، وقيل: شديدة، عن ابن زيد، وسفيان، وقيل: كانت باردة ذات صوت شديد