قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 217}
  يلحق الماشية في بطونها لأكل الكلأ حتى تنتفخ أجوافها، وهو الحباط، فشبه فساد العمل بذلك من حيث لا ينتفع به.
  و «يَرْتَدِدْ» يجوز فيه ثلاثة أوجه:
  يرتدد على إظهار التضعيف لسكون الثاني.
  والثاني: يرتد بالفتح والإدغام على التحرك لالتقاء الساكنين بأخف الحركات لاطراده في تضعيف الأفعال.
  والثالث: يجوز يرتد بالكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين، والفتح أجود.
  · الإعراب: (قتال): خفض على البدل من الشهر، وقيل: على تكرير (عن) عن ابن عباس، وعن «قتال فيه»، وكذلك في قراءة ابن مسعود.
  و (المسجد الحرام): بالجر، وفيه قولان: الأول: عطف على (سبيل اللَّه) تقديره: وصد عن سبيل اللَّه وعن المسجد الحرام، عن ابن عباس. الثاني:
  عطف على (الشهر الحرام) تقديره: يسألونك عن الشهر الحرام والمسجد الحرام، عن الحسن والفراء.
  (وصد): رفع بالابتداء، وما بعده معطوف عليه، وخبره «أكبر عند اللَّه»، عن الزجاج، وأجاز الفراء رفع الصد من وجهين: إن شئت جعلته مردودًا على الكبير تقديره: قل القتال فيه كبير وصد وكفر، وإن شئت جعلت الصد كبيرًا تقديره: قل القتال فيه كبير، وكبير الصد عن سبيل اللَّه والكفر به.