قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر 1 وما أدراك ما ليلة القدر 2 ليلة القدر خير من ألف شهر 3 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر 4 سلام هي حتى مطلع الفجر 5}
  ومتى قيل: فلم خص هذه الليلة؟
  قلنا: لإنزإل الملائكة فيها، وتقدير الآجال والأرزاق وغيرها فيها.
  وقيل: لا يقضى في هذه الليلة إلا كل خير وبركة وسلامة، عن الضحاك. وفي غيرها يقضي بالسلامة وبالمضار أيضًا.
  وقيل: تم الكلام عند قوله: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} ثم ابتدأ فقال: {سَلَامٌ} أي: ليلة القدر سلامة وخير كلها.
  وقيل: هي سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، عن مجاهد.
  وقيل: هي تسليم الملائكة على أهل المساجد في هذه الليلة، من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، عن الشعبي، ومنصور بن زاذان.
  «هِيَ» يعني هذا التقدير والخير والنعمة، ينزلها طول هذه الليلة «حَتَّى» حرف غاية يعني إلى «مَطْلَعِ الْفَجْرِ» إلى وقت طلوع الفجر، وقيل: هي إشارة إلى الرحمة والسلامة، وأنها تبقى إلى طلوع الفجر، وقيل: هي إشارة إلى السلامة أي: من أولها إلى آخرها سليمة، لا تختلف أحوالها، عن أبي مسلم.
  وسألت عائشة رسول الله ÷: ما أسأل ربي ليلة القدر؟ فقال: «قولي: إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: أن القرآن أنزل ليلة القدر.
  ومنها: أن القرآن محدث، فيصح الإنزال عليه.
  ومنها: عظم حال ليلة القدر، وأحسن ما قيل فيه أنه يقدر فيها من النعم والرحمة لعباده ما هو خير لهم من ألف شهر.