قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون 245}
  وقرأ أبو عمرو وحمزة «يبسط» بالسين، وفي الأعراف «بسطة»، وروي عنهما بالصاد، واختلف عن بعض أيضًا، والباقون بالصاد، وهما لغتان.
  · اللغة: القرض: القطع، قرض يَقْرِضُ، والقرض: ما أعطيته ليعود عليك مثله؛ لأنه يقطع لصاحبه من ماله بقرضه، والقرض: بدل ما يجب فيه المثل، ومنه سمي القراض، ومنه قَرْضُ الفأْرِ.
  والضعف: زيادة المثل، وضعَّفتُ الشيء كثَّرتُهُ حتى صار على الضعف من غيره، وضِعْفُ الشيء مثلاه في المقدار.
  والقبض: خلاف البسط، والقبض باليد: ضم الكف على الشيء.
  · الإعراب: (مَنْ) استفهام محله رفع بالابتداء، و (الذي) خبره.
  (وإليه) الهاء كناية عن اسم اللَّه تعالى، وقيل: يعود على التراب الذي خلقكم منه، عن قتادة فهو كناية عن غير مذكور، وفيه بُعْدٌ، والأول الوجه.
  · النزول: عن سفيان قال: لما نزل قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
  قال النبي ÷: «رَبِّ زِدْ أمتي» فنزلت: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ ..» الآية. فقال: «ربِّ زِدْ أمتي» فنزلت: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}.
  وقيل: لما نزلت الآية قال اليهود: اللَّه يستقرض منا فنحن أغنياء، وهو فقير، فنزل قوله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} عن الحسن.