قوله تعالى: {وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم 247}
  · المعنى: ولما بَيَّنَ تعالى إعراضهم عن الجهاد بين السبب فقال تعالى: «وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا» وهو من ولد بنيامين، وسمي طالوت لطوله، قيل: أميرًا على الجيش، عن مجاهد، وقيل: بعثه نبيًا بعد أن جعله ملكًا «قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَينَا» أي كيف يملك علينا، وهذا أول إعراضهم أن أنكروا ملكه، قيل: إنما قالوا ذلك لأنه لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط الملك، عن وهب والسدي، وكان سبط النبوة سبط لاوي، ومنه موسى وهارون، وسبط المملكة سبط يهوذا، ومنه داود وسليمان، وقيل: أنكروه لفقره، واختلفوا فقيل: كان دباغًا، عن وهب، وقيل: مكارَّيَا، وقيل: سَقَّاءً، عن السدي «وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ»؛ لأنا من بيت الشرف وأوتينا المال «وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ» أي لم يعط المال «قَالَ» يعني نبيهم «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ» اختاره «عَلَيكُمْ»، عن ابن عباس وابن زيد «وَزَادَهُ بَسْطَةً» أي فضلة وسعة «فِي الْعِلْم» قيل: بالحرب وقيل: كان أعلم بني إسرائيل في وقته، وقيل: إنه أوحى إليه «وَالْجِسمِ» قيل: كان عظيمًا في الجسم، عن الحسن، وقيل: كان طويلا، وكان إذا قام الرجل فبسط يده رافعًا لها نال رأسه، حكاه أبو علي، وقيل: قوة، وقيل: بالجمال، وكان أجمل بني إسرائيل وأعلمهم، عن الأصم «وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ» يعني لا ينكر ملكه وإن لم يكن من أهل بيت الملك؛ فإنه ليس بالوراثة، ولكن يؤتيه اللَّه من يشاء «وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» قيل: جواد، عن أبي مسلم، وقيل: واسع الفضل إلا أنه حذف كقولهم فلان كبير، أي كبير القدر، وقيل: واسع يعني يوسع على من يشاء نعمه، كما جاء أليم بمعنى مؤلم، وقيل: واسع بمعنى ذي