التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

التعوذ

صفحة 198 - الجزء 1

  بالاستعاذة منه، فقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} ومعنى (أعوذ) أي: ألجأ إلى اللَّه - تعالى - من شر الشيطان الرجيم، قيل: المبعد من رحمة اللَّه تعالى، وقيل المبعد من كل خير، وقيل: المرمي بالشهب، وقيل: رجم باللعنة، إن اللَّه هو السميع لجميع المسموعات، العليم بجميع المعلومات.

  · الأحكام: التعوذ عند القراءة سنة بالإجماع، ثم اختلفوا فقيل: قبل القراءة؛ لأنه يراد للقراءة عن أكثر الفقهاء، وقيل: بعد القراءة عن أصحاب الظاهر، واختلفوا في قراءته في الصلاة، فقيل: يقرأ في الركعة الأولى، وقيل: في كل ركعة، واختلفوا، فالأكثر على أنه لا يجهر به، وعن بعضهم الجهر، وأجمع العلماء على أن التعوذ بعد التكبير إلا ما روي عن الهادي # أنه قبل التكبير، ويدل التعوذ على أن السِّحر والمعاصي ليست بخلق اللَّه، إذ لو كان كذلك لم يكن للاستعاذة من الشيطان معنى.