قوله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين 258}
  · اللغة: المحاجة: مفاعلة من الحجة، ووزنه فَاعَلَ كقاتل وخاصم، وهو أن يفعل الرجل مثل فعل صاحبه، ويقول مثل قوله.
  والشمس: جمعها شموس، وهي تؤنث.
  والبَهْتُ: مواجهة الرجل بالكذب عاتبه، بهته بهتًا، ومنه الحديث: «اليهود قوم بهت» والبهت: الحيرة عند استيلاء الحجة، وفيه ثلاث لغات: بُهِت كما جاء به الكتاب، وبَهُت بفتح الباء وضم الهاء على زنة ظَرُفَ، وبَهَت.
  · الإعراب: «الَّذِي كَفَرَ» موضعه رفع لإضافة الفعل إليه.
  و (إلى) دخلت في قوله «إِلَى الَّذِي حَاجَّ» للتعجيب كما يقال: أما ترى إلى فلان كيف يصنع، معناه: هل رأيت مثل فلان في صنعه كذا.
  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى أنه وَليُّ المؤمنين وناصرهم، وأن الكافر لا ولي له، تسليةً للنبي ÷ قص عليه نبأ إبراهيم وطاغوته وغيره من الأنبياء تأكيدًا وحجة له، فقال تعالى: «أَلَمْ تَرَ» يا محمد تعجيب منه لنبيه، أي أرأيت كصنع من «حَاجَّ» أي خاصم وجادل قيل: هو النمرود بن كنعان، وهو أول من تجرأ وادعى الربوبية، عن مجاهد وقتادة والربيع، واختلفوا في وقت هذه المحاجة قيل: عند كسر الأصنام قبل الإلقاء في النار، عن مقاتل، وقيل: بعد إلقائه في النار «فِي رَبِّهِ» أي في رب إبراهيم الذي يدعو إلى عبادته وتوحيده «أَنْ آتَاهُ اللَّه الْمُلْكَ» الهاء في آتاه قيل: تعود إلى المحاج أعطاه اللَّه