التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم 263}

صفحة 1026 - الجزء 2

  خوف عليهم لفوت الأجر، ولا حزن من العذاب، وقيل: لا خوف عليهم لأهوال الآخرة، ولا حزن على فوات الدنيا.

  · الأحكام: تدل الآية على ما يذكره أصحابنا في الوعد والوعيد شرطًا فبَيَّنَ اللَّه تعالى ذلك؛ لأنه ذكر أن أجر الصدقة إنما يحصل بشرط ألا يتبعه المن والأذى.

  وتدل على قبح المن والأذى لولا ذلك لما أثر في أجر الطاعة، وتدل على أنها كبيرة؛ لأن الصغائر لا تحبط أجر الصدقة.

  فإن قيل: أليس جميع الكبائر تبطل أجر الصدقة فلماذا خص المن والأذى؟

  قلنا: لأنهما يختصان الصدقة.

  وتدل على الإحباط والتكفير؛ لأن المن لو لم يحبط ثواب الصدقة لم يكن لهذا الكلام معنى.

  وتدل على أنها تحبط ثواب سائر طاعاته، لولا ذلك لبقيت أجر سائر الطاعات وثوابها، ولو بقيت وقع المن والأذى مكفرًا.

  وتدل على ترغيب في الصدقة وفي حفظها عما يحبطها؛ ليسلم له الأجر.

قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ٢٦٣}

  · اللغة: المعروف: الحسن الجميل الذي لا ينكره العقل والشرع.

  والمغفرة والصفح والتجاوز نظائر، وأصله منْ الستر فكأنه بالصفح يستر الذنب.