التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 266}

صفحة 1034 - الجزء 2

قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦}

  · اللغة: المودة والمحبة والإرادة من النظائر غير أن المحبة تقع على المستقبل، والمودة تقع على الماضي والمستقبل.

  والإعصار: الريح الشديد هبوبها تهب من الأرض إلى السماء كالعمود وجمعه الأعاصير، وقيل: ريح تسطع وتنشئ السحاب.

  والإحراق: إحراق النار، أحرقه فاحترق.

  وضعاف: جمع ضعف، وضعفاء: جمع ضعيف؛ لأن فَعِيلا يجمع على البناءين، كريم وكرام وكرماء.

  · الإعراب: يقال: كيف عطف «وأصابه» على «أيود» فعطف الماضي على المستقبل؟

  قلنا: قال الفراء: يجوز ذلك في (يود)؛ لأنها تتلقى مرة ب (أنْ)، ومرة ب (لو)، فجاز أن يقدر إحداهما مكان الأخرى لاتفاق المعنى، فكأنه قيل: أيود أحدكم لو كانت له جنة فأصابه الكبر، قال الشيخ أبو الحسن: وعندي أنه قد دل ب «أنْ» على الاستقبال، ويضمن الكلام معنى (لو) على التمني، كأنه قيل: أيحب ذلك متمنيًا له، والتمني يقع على الماضي والمستقبل؛ لأنه يصح أن يتمنى أن يكون ذلك، ويصح أن يتمنى أن كان ذلك.