قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون 272}
  · اللغة: الوجه: مستقبل كل شيء، وقد يعبر بالوجه عن الذات، يقال: هذا وجه الرأي، ويستعمل في الرضا، يقال: جعلته لوجه اللَّه تعالى أي لرضاه، وهو توسع.
  والخير: النفع الحسن.
  · الإعراب: «وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيرٍ فَلأَنفُسِكُمْ» شرط وجزاء؛ ولذلك حذف النون.
  «وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّه»، وفيه إضمار، يعني وما تنفقون ولا تقصدون به إلا ابتغاء وجه اللَّه فلأنفسكم يوف إليكم عن أبي علي، وقيل: تقديره: لا تكونوا منفقين حتى تبتغوا وجه اللَّه.
  · النظم: في اتصال «لَيسَ عَلَيكَ هُدَاهُمْ» بما تقدم وجهان: قيل: ليس عليك هداهم بمنع المشركين من الصدقة ليدخلوا في الإسلام، فمعناه على هذا الإباحة، عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة، وقيل: ليس عليك هداهم بالحمل على النفقة في وجوه البر فهو تسلية له، عن الحسن وأبي علي والزجاج.
  · النزول: قيل: كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة، فلما كثر فقراء المسلمين نهاهم رسول اللَّه ÷ عن ذلك، فكانوا ينفقون الصدقة على المشرك حتى نزلت الآية، عن محمد بن الحنفية وابن عباس وسعيد بن جبير، وقيل: لما اعتمر رسول اللَّه ÷ عمرة القضاء واعتمرت أسماء بنت أبي بكر قصدتها أمها وجدتها يسألانها، فأتت حتى