التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون 25}

صفحة 291 - الجزء 1

  والعمل والفعل والحدث نظائر، والعمل: وجود الشيء بعد أن لم يكن.

  والصلاح: الفعل المستقيم، ونقيضه الفساد.

  والجنة: البستان فيه الشجر، سميت بذلك لأن الشجر يَجُنُّها، أي يسترها، وأصل الباب الستر، ومنه الجن لتسترها عن عيون الناس، والجنون لأنه يستر العقل، والجُنَّةُ: الدرع؛ لأنه يستر البدن. والجنين: الولد لتستره بالرحم.

  مصدر جرى يجري جَرْيٌ وجَرَيانٌ، ونظيره الاطراد والانسياب.

  والأنهار: جمع نهر، وأصله من السعة، وسمي نهرًا لسعته، قال الشاعر:

  مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِم مِنْ دُويهَا مَا وَرَاءَهَا

  والإتيان: المجيء، أتى: إذا جاء، وآتى بالمد إيتاء: أعطى، وأتى به: جاء به، والتشابه: التماثل، وهو أن يشبه أحد الشيئين الآخر.

  والزوج: المرأة، ويقال: زوجة أيضًا، والزوج الرجل، وجمع الزوج أزواج، وأصل الزوج الشكل.

  والتطهير: التنظيف، ونقيضه التنجيس.

  والخلود والدوام والتأبيد نظائر، والخلود والخلد: البقاء.

  · الإعراب: الصالحات: نعت لاسم محذوف، تقديره: أفعال أو خصال صالحات.

  ويقال: ما موضع (أن) في قوله: «أن لهم جنات»؟

  قلنا: فيه خلاف، قال بعضهم: نصب ب (بَشِّر) أي: بشرهم، أن لهم، وقال الخليل والكسائي: خفض بالباء، كأنه قال: بشرهم بأن لهم جنات فهو على هذا منصوب بنزع الخافض.

  ويقال: لم كسرت تاء الصالحات، وفتحت سادتنا؟

  قلنا: لأنه في جنات والصالحات تاء الجمع، وفي سادتنا تاء الأصل، يقال: سيد وسادة، ومن قرأ «ساداتنا» فإنها تاء الجمع.