قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون 25}
  ويقال: ما معنى «مِنْ» في قوله: «مِنْ ثَمَرَةٍ»؟
  قلنا: قيل: زائدة، وقيل: للتبعيض؛ لأنهم رزقوا بعض الثمرات، وإذا صح المعنى لا يحكم بالزيادة.
  ويقال: لم رفع أزواج؟
  قلنا: فيه خلاف، قيل: يجوز بالابتداء، ويجوز ب «لهم» عن الزجاج، وقيل: بالابتداء، عن ابن السراج، وقيل: بالصفة، عن الكوفيين، وقيل: رفع على الغاية، قال تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}.
  · المعنى: لما تقدم ذِكْرُ ما أعد للكافرين، عقبه بذكر ما أعد للمؤمنين، فقال تعالى: «وبشر» يعني أخبرهم بما يبشرهم «الَّذِينَ آمَنُوا» صدقوا «وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» قيل: عملوا بالواجبات، وهي الأفعال الصالحة، وقيل: بالطاعات، وقيل: أخلصوا الأعمال، عن عثمان ¥، وقيل: أدوا الصلاة، عن علي #، وقيل: التوبة، والأول الوجه؛ لاشتمالها على الجميع، «أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ».
  يقال: هو خاص أو عام؟
  قلنا: فيه خلاف، قيل: خاص؛ لأنه مشروط في التقدير لمن لم يحبط عمله؛ إذ المرتد من أهل الوعيد، عن أبي علي، وقيل: عام؛ لأن ذلك تَمَدّحٌ لا يطلق على من أحبط عمله، كما لا يطلق اسم مؤمن على كافر.
  ومتى قيل: لم اشترط عمل الصالحات، ولم يشترط اجتناب الكبائر؟
  قلنا: لأنه من الأعمال الصالحات، وقيل: لأن مع فعل الكبائر لا يعتد بعمل الصالحات.
  و «تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ» يعني من تحت أبنيتها وأشجارها، وجاء في الحديث: «أنهار الجنة تجري في غير أخدود» عن مسروق. «كلمَا رُزِقُوا مِنْهَا» يعني: أعطوا من ثمارها «مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا» أي عطاء، وأطعموا منها طعامًا «قَالُوا» يعني أهل الجنة «هذا