قوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 75 بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين 76}
  قبلها يقولون: ضَرَبْتُهْ، كما يسكنون ميم أنتمْ، وقمتمْ، فأما الاختلاس فإنه اكتفي بالضمة عن الواو وبالكسرة عن الياء، وأما الإشباع فعلى الأصل لما كان الحرف ضعيفًا قوي بالواو والضم، وبالياء في الكسر، فأما ضم الهاء فعلى الأصل «كهو وهما وهم»، ومن كسر لأن قبله ياء وإن كان محذوفًا، ولأن ما قبلها مكسور.
  و (يؤده) جزم لأنه جواب المجازاة، والمجازاة قوله: «مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ»، وعلامة الجزم حذف الياء؛ لأن أصله يؤديه.
  قراءة العامة: «دُمْتَ» بضم الدال، وعن الأعمش ويحيى بن وثاب «دِمْتَ» بكسر الدال، والضم من «دام يدوم» على مثل «قرب يقرب»؛ لأن أصله «دَوُمَ يَدْوُمُ»، وأما الكسر فمن دام يدام مثل خفت أخاف، و «مت أموت»، وقال الأخفش: وليس في الثلاثي فَعِلَ بكسر العين في الماضي وضمها في المستقبل غير حرفين «فَضِل يَفْضُل، ونَعِمَ ينعُم»، وفي المعتل حرفان «دِمْتُ أدوم، ومت أموت»، وهما لغة تميم، وقال بعضهم: هو من باب فعِل يفعَل، بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل نحو: «خاف يخاف، وهاب يهاب»، فوزنه على هذا «دام يدوم».
  · اللغة: تَأْمَنْهُ تَفْعَلْهُ من الأمانة، فهو آمن، والدينار أصله دِنَّار بنونين، فقلبت إحدى النونين ياء طلبًا للخفة لكثرة الاستعمال؛ لأن كل واحد منهما من حروف الزيادة يدلك عليه الجمع تقول دنانير.
  والقيام القيام المعروف، قام خلاف قعد، والقيام: الثبوت أيضًا، يقال: فلان يقيم على أمره أي يثبت عليه، وهو المراد به «مَا دُمْتَ عَلَيهِ قَائِمًا» أي ثابتًا مواظبًا.
  وأمي منسوب إلى الأم، وسمي النبي ÷ أميًّا قيل: لأنه كان لا يكتب، وقيل: نسب إلى مكة، وهي أم القرى، والأم الأصل ممن لا يكتب، كأنه باق على أصله في ألا يكتب.