قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77}
  فكأنه يقوي كلامه بالقسم.
  والخَلاق: النصيب قيل: أخذ من الخَلْق، وهو التقدير والنصيب من الخير بالتقدير لصاحبه يكون نصيبًا له، وقيل: من الخُلُق؛ لأنه نصيب مما يوجبه الخلق الكريم.
  · الإعراب: نصب (لا خلاق) لأنك نفيته ب (لا)، تقول: لا رجل عندي.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في قوم من أحبار اليهود أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب كتموا ما عهد اللَّه إليهم في التوراة من أمر محمد ÷ وكتبوا بأيديهم غيره، وحلفوا أنه من عند اللَّه لئلا تفوتهم الرشا، وما كان لهم على أتباعهم، عن عكرمة.
  وقيل: نزلت في رؤساء اليهود كتبوا بأيديهم كتابًا ثم حلفوا أنه من عند اللَّه فيما ادعوا أنه ليس علينا في الأميين سبيل، عن الحسن.
  وقيل: نزلت في ناس أولي فاقة من علماء اليهود أصابتهم سنة، فقدموا على كعب بن الأشرف يستميرونه، فسألهم عن النبي ÷ فقالوا: إنا نشهد أنه رسول اللَّه فحرمهم، فقالوا: إنه شبه لنا رويدًا حتى نلقاه فانطلقوا وكتبوا كتابًا سوى صفته، وأتوه به، ففرح كعب ومارهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن الكلبي.
  وقيل: نزلت في الأشعث بن قيس، وخصم له في أرض اختصما إلى رسول اللَّه، ÷ فقال للرجل: «أَقِمْ بَيِّنَتَكَ»؟ فقال: ليس لي بينة، قال: «فلك يمينه» فقام الأشعث يحلف فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، فنكل الأشعث عن اليمين فرد عليه أرضه