قوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 78}
  يحبطها، وقيل: لا ينزلهم منزلة الأذكياء عن أبي علي، وقيل: لا يطهرهم من دنس ذنوبهم بالمغفرة، بل يعاقبهم، وقيل: لا يحكم بأنهم أذكياء، ولا يسميهم بذلك، بل يحكم بأنهم كفرة فجرة، عن أبي علي والقاضي «وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» موجع.
  · الأحكام: تدل الآية على أن من نقض عهد اللَّه بغرض دنيوي، أو حلف كاذبًا أنه ارتكب كبيرة تستحق العقوبة.
  وتدل على أن المُقْدِمَ على ذلك من أهل النار، بخلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن لا شفاعة لأهل الكبائر؛ إذ لو كانت لكان لهم أكبر نصيب، فيبطل قول المرجئة، ولا يقال: إن الآية وردت في الكفار، ولأن المعتبر عموم اللفظ لا خصوص السبب.
  وتدل على بطلان قول الْمُجْبِرَةِ أن تزكيتهم فعل الإيمان فيهم؛ لأنه لو كان ذلك كذلك لكان هم والمؤمنون سواء؛ لأن الآخرة ليست بدار تكليف، عن أبي علي.
  وتدل على بطلان قولهم من وجه آخر، وهو أن ذلك الشراء فعلهم، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}
  · القراءة: قراءة العامة «يَلْوُونَ» بواوين وسكون اللام وفتح الياء، وعن بعضهم: «يُلَوُّونَ» بضم الياء وفتح اللام وتشديد الواو، وعن حميد: «يَلون» بواو واحدة على نية الهمز، ثم تركت الهمزة، ونقلت حركتها إلى اللام.