قوله تعالى: {قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون 98 قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون 99}
  · القراءة: قراءة العامة «تَصُدُّون» بفتح التاء وضم الصاد، وعن الحسن بضم التاء وكسر الصاد، وهما لغتان صد وأصد، مثل ضل وأضل.
  · اللغة: الْعَوَج بالفتح: ميل. كل منتصب كالقناة والحائط، والعوج بالكسر: هو الميل على الاستواء في الطريق والدين والقول، عن أبي عبيدة.
  والصد: المنع والصرف، وصده عن الدين أي صرفه.
  · الإعراب: «مَنْ آمَنَ» في موضع النصب؛ لأنه مفعول به، و (تصدون) هو الفعل الواقع عليه.
  «تَبْغُونَهَا عِوَجًا» نصب عنى الحال، تقديره: باغين لها عوجًا.
  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى حجاج أهل الكتاب فقال تعالى: «قُلْ» يا محمد «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ» قيل: أراد اليهود، وقيل: اليهود والنصارى.
  ويقال: لم جاز أن يجري أهل الكتاب على من لا يعمل به، ولم يجز مثل ذلك في أهل القرآن؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: أن القرآن اسم خاص لكتاب اللَّه تعالى، فأما الكتاب فلا ينبئ عن ذلك، فيجوز أن يذهب به إلى معنى يا أهل الكتاب المحرف عن جهته.
  والثاني: الاحتجاج عليهم بالكتاب لإقرارهم به كأنه قيل: يا مَنْ يُقِرُّ به من أهل الكتاب «لِمَ تَكْفُرُونَ» استفهام، والمراد التوبيخ أي لم تجحدون «بِآياتِ اللَّه» أي بدلائله؟، قيل: هي الآيات والمعجزات التي أنزلها على محمد ÷، عن الأصم وأبي علي وأبي مسلم، وقيل: هي ما احتج بها عليهم من وصفه في كتبهم وذكر أمره، وقيل: هي ما بَيَّنَ أن إبراهيم كان حنيفًا مسلمًا «وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ» قيل: حفيظ يحصي أعمالكم ليجازيكم بها،