قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون 110}
  · الأحكام: تدل الآية على أن اللَّه تعالى لا يريد ظلم العباد، سواء كان مِنْ قِبَلِهِ أو من قِبَلِ بعضهم إلى بعض، وذلك يبطل قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أنه لا يخلق الظلم؛ إذ لو خلقه لأراده، فيبطل قولهم في المخلوق.
  ويدل اتصال «وَللَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ» بنفي الظلم وإرادته أنه لا يريده لكونه عبثًا غير محتاج، وأن الحاجة لا تجوز عليه، وهذا عمدة مشايخنا أنه لا يفعل القبيح؛ لأنه عالم بقبحه، عالم بأنه غني عن فعله.
قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ١١٠}
  · الإعراب: «خَيرًا لَهُمْ» نصب لأنه خبر (كان) تقديره: لكان إيمانهم خيرًا لهم.
  «مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ»: ابتداء وخبر ومحلها رفع.
  · النزول: قيل: نزلت في عبد اللَّه بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة قال لهم مالك بن الصيف، ووهب بن يهوذا اليهودي بأن نبينا خير من نبيكم، وديننا أفضل مما تدعوننا إليه، ونحن خير منكم. فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن عكرمة ومقاتل.