قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون 111 ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 112}
  كيدهم، فقال سبحانه: «لَنْ يَضُرُّوكُمْ» أي لا ينالكم أيها المؤمنون من جهة هَؤُلَاءِ اليهود وإن كثروا «إِلَّا أَذًى» قيل: كلام باللسان طعنا ووعيدًا وشتمًا، عن أبي مسلم، وقيل: دعاء إلى الضلال وكذبًا على اللَّه، عن الحسن وقتادة، وقيل: كلمة كفر تتأذون بسماعها «وَإنْ يقاتِلُوكُم» يحاربوكم «يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ» منهزمين فيولوكم الأدبار في الهزيمة «ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ» لكفرهم بِاللَّهِ «ضُرِبَتْ» أصله من الضرب، قيل: أنزلت بهم وجعلت محيطًا بهم، عن أبي مسلم، وهو استعارة من ضرب القباب والخيام، وقيل: ألزموا فثبتت فيهم «عَلَيهِم» قيل: هم اليهود وصاروا إلى الفقر والذلة بعد أن كان لهم منعة وغنى، وقيل: هم جميع الكفار، والأول أصح «الذِّلَّةُ» قيل: الهوان فلا يكونون في موضع إلا بالجزية، ولقد أدركهم الإسلام وهم يؤدون الجزية إلى المجوس، وقيل: الفقر وسوء الحال بأن سلبهم مالهم، وأورثكم أرضهم وديارهم، وقيل: الأسر والقتل «أَيْنَ مَا ثُقِفُوا» وجدوا، وقيل: أينما أخذوا ظفر بهم، عن أبي مسلم «إِلَّا جِبْلٍ مِنَ اللَّه» قيل: لكن من يعتصم منهم بحبل اللَّه «وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ»، وهو العهد والأمان الذي بينهم بقبول الجزية، عن أبي مسلم وجماعة، وقيل: حبل اللَّه الإسلام، وحبل الناس الموادعة على الجزية «مِنَ النَّاسِ» قيل: محمد والمؤمنون - ~ وآله، ورضي عنهم - «وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّه» قيل: رجعوا وقد استحقوا غضب اللَّه عليهم، وقيل: نالهم من اللَّه غضب عن أبي علي، وقيل: مكثوا فيه وحل بهم، عن أبي مسلم من قولهم: بوأته منزلاً «وَضُرِبَتْ عَلَيهِمُ الْمَسْكَنَةُ» قيل: الفقر، فلا يُرَى منهم أحد وإن كثر ماله، إلا وعليه أثر الفقر، وقيل: الخضوع والذلة عن أبي مسلم «ذَلِكَ» أي ذلك العقاب لهم «بِأَنهُمْ كَانُوا يَكفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه» يعني حججه وبيناته، وقيل: القرآن، وقيل: بما في كتبهم من البشارة بمحمد ÷ «وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ» قيل: القتل وجد في أسلافهم، والخبر عنهم، وقيل: إنه أجرى تلك الصفة عليهم أيضًا لرضاهم به، وقيل: المراد به السلف والخلف، فعمهم بالوصف وأجرى الصفة على التغليب، كما يغلب المذكر على المؤنث حيث