التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون 113 يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين 114 وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين 115}

صفحة 1278 - الجزء 2

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «وما يفعلوا» «فلن يكفروه» بالياء كناية فيهما عمن تقدم ذكره من أهل الكتاب، ليكون الكلام على منهاج واحد، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم بالتاء فيهما على المخاطبة، فخلطهم بغيرهم من المكلفين في الخطاب، وكان أبو عمرو يروي القراءتين بالياء والتاء.

  · اللغة: سواء يقتضي شيئين اثنين فصاعدًا.

  والأمة: الجماعة، والأمة: الطريقة، وأصله القصد.

  آناء الليل: ساعاته، واحده إِنْيٌ، نحو: نِحْيُ [وأنحاء]، وإِنىً نحو مِعىً وأمعاء.

  والمسارعة: المبادرة، وهو من السرعة، وهو التقدم فيما ينبغي التقدم إليه، وهو محمود، والعجلة: التقدم إلى ما لا ينبغي أن يتقدم إليه، وهو مذموم.

  خير: جمع، واحدها خيرة، تقول: هذه خصلة خيرة إذا وصفت. والكفر أصله الستر، وسمي ستر النعمة كفرًا وترك شكرها كفرًا؛ لأنه بمنزلة الجحود والستر له، وكذلك سمي منع الجزاء كفرًا لهذا المعنى.

  · الإعراب: (ليس) يرفع الاسم وينصب الخبر، وقيل: «سَوَاءً» خبره، والاسم مضمر؛ عن الأخفش وجماعة من النحاة، وقيل: خبره متأخر، وهو قوله: «مِنْ أهْلِ الْكِتَابِ» فكنى عنهم، عن أبي عبيدة، وحمله على قولهم: «أكلوني البراغيث»، قال علي بن عيسى: وذلك غلط؛ لأنها لغة رديئة في القياس والاستعمال، وقيل: خبره متقدم، وهم أهل الكتاب في قوله: «مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ».