قوله تعالى: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط 120}
  ويقال: إذا قال: «موتوا» فهلا صاروا كذلك؟
  قلنا: لأنه أراد التوبيخ لا التكوين، وقيل: سمعوا ذلك بواسطة، وقيل: لم يكونوا هم كذلك.
  · الأحكام: تدل الآية أنها نزلت في المنافقين، وأن المؤمنين خوطبوا بترك موالاتهم، فيبطل ما حكاه الأصم عن بعضهم أن المخاطب به المنافقون.
  وتدل على معجزة لنبينا ÷ لما أظهر من سرائرهم الجارية مجرى الغيب، ولعل اللطف في إظهار أقوالهم ليتحرز منهم، ويدل قوله: «قُلْ مُوتُوا» أن صيغة الأمر تورد، ولا يراد به الأمر؛ لأنه يستحيل أن يأمرهم به؛ إذ الموت مقدور لله تعالى.
  وتدل على أن الحسود يكثر غمه وغيظه لما يرى من أثر نعم اللَّه على غيره، وأنه عادة مذمومة.
  وتدل على أن ذلك القول والعض فِعْلُهم؛ لذلك ذمهم فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ١٢٠}
  · القراءة: قرأ العامة «تَمْسَسْكُم» بالتاء، وقرأ السلمي بالياء.
  وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب «لا يَضِرْكم» بكسر الضاد وسكون الراء