قوله تعالى: {وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم 121 إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون 122}
  ثلاثة آلاف، عن الزجاج، وخرجوا مع رسول اللَّه ÷ قال: فرأى في منامه أن بقرًا تنحر، فَأَوَّلها مصيبة على أصحابه، فقال ÷: «إنكم ستلقون عدوكم، فإذا عاينوكم ولوا الأدبار فلا تطلبوا المدبرين، ولا تدعوا مصافكم» واختلفت الرواية فقيل: إن عبد اللَّه بن أُبَيٍّ اعتزل بثلث الناس، وهمت هاتان الطائفتان، وعصمهما اللَّه فلم ينصرفوا، وذكر الأصم أن عبد اللَّه بن أبي قال لأصحابه: إنما يظفر بعدوه بكم، وقد وعد أصحابه أنهم إذا عاينوهم انهزموا، فإذا رأيتموهم فانهزموا، فإن محمدًا وأصحابه سيتبعونكم ليكون الأمر على غير ما قال، وفيه نزل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} فلما التقى الفئتان انهزم عدو اللَّه في أصحابه، وثبت المؤمنون، فهزم اللَّه تعالى المشركين، وترك المؤمنون مصافهم، فلما خالفوا أمر رسول اللَّه ÷ كر عليهم المشركون، وانهزم المسلمون، وظاهر القرآن أنهم قريبون منه لقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} ثم قال: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} وكُسِرت رباعيته، وشج في وجهه، وضُربت يد طلحة وهو بين يديه، فشلَّتْ، وجبريل واقف بين يديه، فنادوا: يا أنصار اللَّه، فرجع المهاجرون والأنصار، وقد قُتِلَ من المسلمين سبعون، وشد رسول اللَّه، ÷ بمن معه حتى كشفهم.
  قال الأصم: وزعم بعضهم أن ابن أُبي رجع بأصحابه حين رأى هزيمة المشركين للغنيمة، فلما كر المشركون نزل به وبأصحابه الجراح والقتل، وصلى رسول اللَّه ÷ على قتلى أحد ولم يغسلهم ودفنهم، وكان القتال يوم السبت، وكان الكفار مثلوا بجماعة، وكان حمزة أعظمهم مثلة، وممن وقف مع رسول اللَّه ÷ عليّ والعباس وطلحة وأبو بكر وسعد ابن أبي وقاص، وكان يرمي بين يديه، وهو يقول: «ارم فداك أبي وأمي»، وعلي يقاتل بين يديه حتى قال جبريل - صلى اللَّه عليه -: هذه هي المواساة، فقال ÷: «عليّ مني وأنا منه». وروي أنه في أُحُدٍ سُمِعَ: