التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين 127 ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون 128}

صفحة 1306 - الجزء 2

  على دعائهم إلى ربهم، فنزلت الآية إنه «لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ» عن أنس بن مالك وابن عباس والحسن وقتادة والربيع، يعني أن فلاحهم ليس إليه.

  وقيل: أدمى رجل من هذيل وجه رسول اللَّه يوم أحد، فدعا عليه، فسلط اللَّه عليه تيسًا فنطحه حتى قتله، وشج عتبة بن أبي وقاص رأسه ورباعيته، فدعا عليه، فما حال الحول عليه حتى مات، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن عكرمة.

  وقيل: هَمَّ رسول اللَّه ÷ أن يدعو عليهم بأحد ويلعنهم، فنزلت الآية تسكينًا له، وتُعْلِمه أن فيهم من يؤمن، فكف عنه، عن الربيع والكلبي.

  وقيل: لما رأى رسول اللَّه ÷ ما بأصحابه وعمه من المثلة، ورأى المسلمون من قطع الآذان وجدع الأنوف قالوا: لئن أدالنا اللَّه منهم لنفعلن بهم مثل ما فعلوا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  وعن سالم عن أبيه أن النبي ÷ كان يلعن أبا سفيان، والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية فأسلموا، وحسن إسلامهم.

  وقيل: استأذن ربه في أن يدعو عليهم بالاستئصال، فنزلت الآية ولم يؤذن، فلم يَدْعُ، عن أبي علي.

  وقيل: نزلت في أهل بئر معونة سبعين رجلاً من قراء الصحابة، بعثهم النبي ÷ في صفر سنة أربع من الهجرة ليعلموا الدين، فقتلهم عامر بن الطفيل، فقنت عليهم شهرًا، فنزلت الآية عن مقاتل.

  والأصح أنها نزلت في أحد لأن أكثر العلماء عليه، وسياق الكلام يقتضي ذلك.

  · المعنى: لما تقدم أنه تعالى نصرهم، وأمدهم بالملائكة بين الغرض فيه فقال تعالى: