قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142 ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون 143}
  قلنا: محص هَؤُلَاءِ بإهلاك ذنوبهم كمحق أولئك بهلاك أنفسهم، وقيل: أنتم بين أمرين: إنْ تُقتلوا محص اللَّه ذنوبكم، (وإنْ تَقْتُلوا) يمحق الكافرين، ويظهر الدين.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه فعل المداولة لتمحيص ذنوب المؤمنين وتخليص ثوابهم وعلو منزلتهم، وليحصل في الكافر محق وتبدد وهلاك، وإنما تحصل المداولة بشيئين: إما أن يخلي بينهم فيصبروا ويجاهدوا، فيحصل الثواب العظيم، وفيه لطف لهم، أو يقتلوا، فيحصل ثواب المجاهد.
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ١٤٢ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ١٤٣}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة «وَيَعْلَمَ» بفتح الميم، وعن الحسن بكسرها، أما النصب فلأنه جواب لما، كما ينصب جواب الفاء والواو، ونصبه بضمير (أن) تقديره: وأن يعلم، وقيل: نصبه على الظرف على العطف؛ إذ ليس المعنى على نفي الثاني والأول، وإنما هو على نفي اجتماع الثاني والأول، كقول الشاعر:
  لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأتِي مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ