قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين 145}
  · اللغة: الثواب: الجزاء من قولهم: ثاب يثوب إذا رجع.
  · الإعراب: نصب «كتابًا» لأنه مصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام، تقديره: كتب اللَّه ذلك كتابًا مؤجلاً.
  قال الأخفش: اللام في قوله: «لنفس» منقولة، تقديره: ما كان لنفس لتموت.
  · النزول: قيل: نزلت الآية فيمن ترك المركز يوم أحد طلبًا للغنيمة، وفيمن ثبتوا حتى قتلوا، فعلى ذلك تكون هذه الآية في المؤمنين؛ لأن بعضهم مال إلى الدنيا، وبعضهم رغب فيما عند اللَّه تعالى.
  وقيل: بل نزلت في المؤمنين والمنافقين؛ لأن المؤمنين يريدون الآخرة، والمنافقين يريدون الدنيا.
  وقيل: بل نزلت في المنافقين جوابًا عن قولهم: لو أطاعونا ما قتلوا، عن الأصم.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ» بما قبله؟
  قلنا: فيه أقوال: قيل: للتسلية عما يلحق النفس بموت النبي ÷ من جهة أنه بإذن اللَّه تعالى، وقيل: للحض على الجهاد من حيث لا يموت أحد إلا بإذن اللَّه، وقيل: للبيان بأن حالهم لا يختلف في التكليف بموت النبي ÷؛ لأنه إذا كان بِإِذْنِهِ فلا يميته إلا إن رأى المصلحة فيه، فينبغي أن يتمسكوا بأمره في حياته وبعد وفاته.