التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين 146}

صفحة 1336 - الجزء 2

  وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب «قُتِلَ» بضم القاف وكسر التاء بغير ألف، وهي قراءة ابن عباس، وقرأ الباقون «قاتل» بالألف، وهي قراءة ابن مسعود، ففي الأول نفي الوهن عمن بقي، وفي الثاني عمن ذكر.

  · القراءة الظاهرة «ربيون» بكسر الراء، وهي اللغة العالية، وعن ابن مسعود بضم الراء، وهي لغة تميم.

  قراءة العامة: «وهنوا» بفتح الهاء، وقرأ أبو السمال العدوي بكسر الهاء، أما الفتح فهو وَهَنَ يَهِنُ وهْنًا، مثل وعد يعد وعدًا عن المبرد، وأما الكسر فهو من وهِنَ يَهَنُ، مثل ورم يرم، عن أبي حاتم، وقال الكسائي: هو من وهِنَ يَوْهَنُ وهَنًا، نحو وَجِلَ يَوْجَلُ وجلاً، والوهن يجوز الكسر.

  · اللغة: أصل (كأيِّن): (أَيٌّ) دخلت عليها كاف التشبيه، كما أن أصل (كذا): (ذا) دخلت عليها الكاف، وإنما غيرت في اللفظ لتغيرها في المعنى، ونقلتها إلى معنى (كم).

  والرِّبَّةُ قيل: هو الجماعة في اللغة، وجمع الرِّبَّةِ الربيون، عن أبي علي وجماعة، وهو مأخوذ من الربوة، وقيل: واحدها رِبِّيّ، وقيل: هو منسوب إلى الرب، وكسر أوله كما يعبر كثير من أبنية النسب، يقال في النسبة إلى أمس: إِمْسِيٌّ بكسر الألف، وإلى الدهر دُهْرِيّ بضم الدال، فبناء رباني كَدِيرَانِيّ ينسب إلى الدير، عن أبي مسلم، قال ابن فارس: الرِّبِّي المتأله العارف بالرب.

  والاستكانة: التذلل والخضوع، عن أبي مسلم، ومنه أخذ المسكين لخضوعه وتذلله، وهو مفعيل، منه وأصله من السكون، واستكانوا استفعلوا وأصله اسْتَكْوَنُوا فانقلبت الواو ألفًا كما يقال: استقالوا.

  · الإعراب: رفع «رِبِّيُّونَ» على قراءة من قرأ (قاتل) بالألف لوجهين: