قوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين 146}
  أحدهما: لإضافة القتال إليهم، تقديره: كم من نبي قاتل الربيون معه أعداءه.
  الثاني: على تقدير: كم من نبي قاتل، ومعه ربيون، فهو ابتداء خبره متقدم عليه.
  ومن قرأ بغير ألف ففيه وجهان:
  الأول: على ما لم يسم فاعله، أي قُتِلَ ربيون.
  الثاني: بالابتداء والخبر مقدم عليه تقديره: قُتِلَ، ومعه ربيون كثير.
  · المعنى: ثم أكد ما تقدم من وجوب التمسك بأمر اللَّه تعالى بعد موت الأنبياء بما أخبر عن الأمم السالفة فقال سبحانه: «وَكَأَيِّنْ» يعني كم «مِنْ نَبِيٍّ» من رسول «قَاتل» حارب.
  وقُتِلَ يحتمل ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن يقع القتل على النبي ÷ فيكون تمام الكلام عند قوله: «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ» ثم استأنف «مَعَهُ رِبِّيُّونَ»، والمراد ومعه فحذف الواو.
  وثانيها: أن يقع القتل على النبي ÷ والرباني، تقديره: كأين من نبي ومعه ربيون قتلوا، أي بعضهم قتلوا فما وهن الباقون.
  وثالثها: أن يقع القتل على النبي ÷ والرباني، تقديره: كأين من نبي ومعه ربيون قتلوا، قال ابن إسحاق وسعيد بن جبير: لم يقتل نبي في معركة. أي مع النبي ÷ ربيون كثير، قيل: جموع كثيرة، عن قتادة ومجاهد والربيع والسدي وأبي علي، وقيل: علماء فقهاء صبر، عن الحسن والأصم، وهو اختيار القاضي، وقيل: هم الأتباع، عن ابن زيد، وقيل: هم المتألهون المنسوبون إلى عبادة الرب، عن أبي مسلم، واختلفوا أن هَؤُلَاءِ الرِّبيين من هم على قولين: الأكثر على أنهم خواص النبي ÷ نصروه وقاتلوا عدوه، وهو الصحيح؛ لأن ما بعده يدل عليه، وقيل: هم من قاتل معه جماعةً من أعدائه قاتلوه ولم يكونوا معه، «فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا» قيل: ما انكسروا من خوف ولا ضعفوا أمره ففارقوه، ولا خضعوا بإظهار ضعف، وقيل: فما وهنوا بقتل نبيهم، ولا ضعفوا عن عدوهم، ولا استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن دينهم، وقيل: ما استكانوا ما ارتدوا