قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين 151}
  «وَمَأْوَاهُمُ النَّار» يعني مصيرهم نار جهنم يعذبون فيها «وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ» أي بئس مقام الكافرين، وإنما قال لجهنم: بئس، وإن كان أصله الذم لوجهين:
  أحدهما: أن النفس تنفر عنه كما تنفر من القبيح، فجرى الكلام عليه توسعًا، عن أبي علي.
  والثاني: الذم يجري على ما لا يقبح كما يجري على ما يقبح إذا كان فيه نقصًا، كما قيل: الأخلاق المحمودة والأخلاق المذمومة، عن أبي القاسم.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى يلقي الرعب في قلوب الكفار؛ وذلك نصرة للمؤمنين وبشارة لهم، وهذا الرعب هو الخذلان، وهو ضد النصر للمؤمنين، فإن ذلك كان تقوية لقلوبهم وتثبيتا لأقدامهم، عن أبي مسلم، والمروي عن النبي ÷ أنه كان يقول: «نصرت بالرعب، يخافني عدوي وهو مني على مسيرة شهر».
  وتدل على أنه تعالى يفعل ذلك لأجل كفرهم عقوبة لهم، ولذلك لا تجد كافرًا إلا وفي قلبه رعب من المؤمنين، وإن تفاوت ذلك قلة وكثرة.
  وتدل على معجزة للنبي ÷، وقد بقي ذلك في أمته.
  وتدل على أن المشرك لا حجة له وكذلك كل مبطل.
  وتدل على أن الحجج مضافة إليه تعالى وتتكامل بإنزاله.
  وتدل على أنه لا مثوى للكافرين غير النار، وذلك يوجب الخلود بخلاف قول جهم.
  وتدل على أن النار مثوى الظالمين.