قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين 151}
  دفع الباطل، ولأنه يقهر به المبطل، والتسليط على الشيء التقوية عليه مع الإغراء به.
  والرعب: الخوف.
  والمثوى: المنزل، وأصله من الثوي طول الإقامة، ثوى يَثْوِي ثَوَاءً إذا طال مقامه، وأثواني فلان مَثْوىً أي أنزلني منزلاً.
  · الإعراب: «بما أشركوا» هو المصدر تقديره: بإشراكهم كقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} أي وبنائها، ونظائر ذلك يكثر.
  · النزول: قيل: لما نال المشركون يوم أحد من المؤمنين ما نالوا لمخالفتهم أمر الرسول ÷، وعرفهم اللَّه تعالى ذلك، ثم وعدهم النصر وخذلان أعدائهم بالرعب، فنزلت الآية عن ابن إسحاق.
  وقال السدي: لما ارتحل أبو سفيان والقوم معه يوم أحد نحو مكة، وبلغوا بعض الطريق ندموا، وقالوا: بئسما صنعنا! قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم! ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف اللَّه تعالى في قلوبهم الرعب حتى هزموا خائبين، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، وذكر الأصم ما يقرب منه.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن من جملة نصره المؤمنين إلقاء الرعب في قلوب الكافرين فقال سبحانه: «سَنُلْقِي فِي قُلُوب الَّذِينَ كفَرُوا الرُّعْبَ» أي سنقذف في قلوب الَّذِينَ كفروا الرعب: الخوف «بِمَا أَشْرَكُوَا بِاللَّهِ» أي بشركهم بِاللَّهِ وقولهم عليه ما لا يجوز من الند والشريك، وكل كفر في الشرع فهو شرك «مَا لَمْ يُنَزِّلْ» بذلك «سُلْطَانًا» أي حجة وبرهانًا، يعني لم نجعل لهم في ذلك حجة، ثم بين أن ذلك ليس بتمام عقوبتهم