قوله تعالى: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون 153}
  أحدهما: أن أصله ما يرجع من الجزاء على الفعل طاعة أو معصية ثم كبر في جزاء الطاعة، كقول الشاعر:
  وَأُراني طَرِبًا في إِثرِهِم ... طَرَبَ الواِلهِ أَو كالمُختَبَل
  الثاني: على البدل كوضع الشيء مكان غيره، نحو قوله: {فَبَشِّرهم بِعَذَابٍ} أي ضعه موضع البشارة، وقال الشاعر:
  أَخَافُ زيادًا أن يكوِن عطاؤُهُ ... أَدَاهِمَ سُودًا أو مُحَدْرَجَةً سُمْرَا
  عنى بالسود القيد، وبالمحدرجة السياط.
  · الإعراب: يقال بم يتصل قوله: «إذ» وما العامل فيه؟
  قلنا: فيه قولان: أحدهما: عفا عنكم إذ تصعدون. الثاني: واذكروا إذ تصعدون عن أبي علي.
  ويُقال: بأي شيء يتصل اللام في قوله: «لكيلا»؟
  قلنا: فيه قولان: أحدهما تقديره: عفا اللَّه عنكم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم؛ لأن في عفوه ما يذهب كل غم وحزن، الثاني: فأتاكم غمًا بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا ما أصابكم من الشدة في سبيل اللَّه؛ لأن ذلك يؤديكم إلى مضاعفة الغم.
  و (ما) في قوله: «ولا ما أصابكم» في موضع خفض، أي: ولا على ما أصابكم، ولا تحزنوا نصب ب (كيلا).
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما كان منهم يوم أحد فقال سبحانه: «إِذْ تُصْعِدُونَ» قيل: تصيرون