قوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم 155 ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير 156 ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون 157 ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون 158}
  · اللغة: تولى: تَفَعَّلَ من قولهم: ولى فلان ظهره.
  والزلة: الخطيئة، واستزل: استفعل منه.
  والحِلم: الأناة، وهو ترك العجلة، والضرب في الأرض السير فيها، وأصله الضرب باليد.
  والحسرة: الاغتمام والتلهف على فائت كان يقدر بلوغه.
  والموت: بطلان الحياة، وقيل: هو عرض يضاد الحياة.
  والقتل: [نقض البنية] التي يعقبها إزهاق الروح.
  · الإعراب: ويقال: لم جاء «وَقَالُوا لإِخْوَانِهِم إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ» ولم يجز أكرمتك إذ آزرتني على أن يوقع (إذا) هو موقع (إذ)؟
  قلنا: فيه أقوال:
  الأول: لأنه متصل بلا تكونوا كهَؤُلَاءِ إذا ضربوا إخوانهم في الأرض.
  الثاني: لأن الذي إذا كان مبهمًا غير مؤقت يجري مجرى (ما) في الجزاء فيقع الماضي فيه موقع المستقبل نحو: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوْا وَيَصُدُّونَ}.
  الثالث: لأنه دخله معنى كلما ضربوا في الأرض فلا يصلح على هذا المعنى إلا ب (إذا) دون (إذ) عن الفراء.
  ويقال: بأي شيء يتصل قوله: «ليجعل اللَّه»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: يكون كهَؤُلَاءِ الكفار في هذا القول منهم؛ ليجعل اللَّه ذلك حسرة في قلوبهم دونكم.
  الثاني: قالوا ذلك ليجعله حسرة على لام العاقبة عن أبي علي.