التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير 165 وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين 166 وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون 167 الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين 168}

صفحة 1377 - الجزء 2

  · اللغة: مِثْلُ الشيء شبهه، وحد المثلين ما يسد أحدهما مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته كالجوهرين السوادين، والأشياء على ثلاثة أضرب: متماثل، ومختلف، ومتضاد، ومثليه: ضعفيه.

  والالتقاء أن يصيرا بحيث يلقى أحدهما صاحبه.

  والدرء: الدفع، درأت عنه أَدْرَأُ دَرْءًا، أي دفعت، فأنا دارئ أي دافع، قال الشاعر:

  تَقُولُ إذَا دَرَأْتُ لَها وضِيني ... أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِيني

  · الإعراب: الواو في قوله: «أولما» واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام فبقيت مفتوحة كما كانت من [قبل].

  ويقال: لم دخلت الواو فيه؟

  قلنا: لعطف جملة على جملة، إلا أنه تقدمها ألف الاستفهام؛ لأن له صدر الكلام، فإنما اتصل الواو الثاني بالواو الأول ليدل على تعلقه به في المعنى، وذلك أنه وصل التقريع على الخطيئة بالتذكير بالنعمة لتفرقة واحدة.

  ويقال: لم دخلت الفاء في «فَبِإِذْنِ اللَّه»؟

  قلنا: لأن خبر (ما) التي بمعنى الذي يشبه جواب الجزاء من جهة أنه معلق بالفعل في الصلة كتعليقه بالفعل في الشريطة كقولك: الذي قام فمن أجل أنه كريم، أي لأجل قيامه صح أنه كريم، ومن أجل كرمه قام.

  ويقال: أين خبر «وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا»؟

  قلنا: فيه قولان: الأول: أنه مكتف بالاسم؛ لأنه بمعنى: ليعرف المنافق.

  الثاني: أنه محذوف وتقديره: ليعلم المنافقين متميزين من المؤمنين.