قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم 172}
  وقيل: كانت هذا الدعاء والخروج في الثاني من أحد، وقيل: أقام بها ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ورجع إلى المدينة.
  وقيل: نزلت هذه الآيات في غزوة بدر الصغرى، والَّذِينَ خرجوا مع رسول اللَّه ÷ لموعد أبي سفيان، وذلك أن أبا سفيان لما انصرف يوم أحد قال: يا محمد، موعدنا بدر الصغرى من قابل، فقال ÷: «ذلك بيننا وبينك». فلما كان العام القابل خرج أبو سفيان في أهل مكة، ونزل بمر الظهران، وألقى اللَّه تعالى في قلوبهم الرعب فندم وبدا له، وشمر رسول اللَّه ÷ للخروج فكره بعضهم فقال: «لأخرجن إليهم وإن لم يخرج معي أحد» فخرج وخرجوا معه حتى وافى بدرا الصغرى، وأقام ينتظر أبا سفيان، وقد انصرف أبو سفيان إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق، قالوا: أخرجتم تشترون السويق، ووافى أصحاب رسول اللَّه ÷ السوق ببدر، وكان سوقًا للعرب، فباعوا ما معهم وربحوا، وانصرفوا إلى المدينة عن مجاهد وعكرمة.
  وقيل: إن رسول اللَّه ÷ لما رجع الناس بعد الهزيمة يوم أحد شد على الكفار بمن أجابه من أصحابه حين كشفهم، وكانوا قتلوا جماعة فقذف في قلوبهم الرعب فانهزموا، فنزلت الآية فيهم عن الأصم.
  · المعنى: لما أخبر تعالى عن أصحاب النبي ÷ بين صفتهم فقال تعالى: «الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ» أي أجابوا وأطاعوا في أوامره، وأطاعوا الرسول «مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ» نالهم «الْقَرْحُ» الجراح يوم أحد «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا» قيل: إنه ابتداء كلام بعد أن تم الكلام الأول عند قوله سبحانه: «والرسول» وقيل: بل يتصل بما قبله عن أبي علي، يعني للذين أحسنوا منهم في مستقبل أمرهم كما أحسنوا في الماضي واتقوا معاصي اللَّه «أَجْرٌ عَظِيمٌ» أي ثواب جزيل.