قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم 172}
  · اللغة: القرح: الجراح، وأصله الخلوص من الكَدَر يقال: ماء قراح أي خالص، والقريحة خالص الطبيعة، وأقرحت عليه كذا اشتهيته عليه لخلوصه على ما تتوق نفسه إليه كأنه قال استخلصته، والقرح: الجرح لخلوص ألمه إلى النفس.
  استجاب وأجاب قيل: بمعنى، ومنه {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} قيل: أجاب: فَعَلَ الإجابة، واستجاب طلب أن يَفْعَلَ الإجابة؛ لأن الأصل في الاستفعال طلب الفعل.
  والإحسان: النفع الحسن.
  · الإعراب: الَّذِينَ: موضعه من الإعراب يحتمل ثلاثة أوجه: الجر على النعت للمؤمنين، والرفع على الابتداء وخبره: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا» الجملة، والنصب على المدح وتقديره: أعني الَّذِينَ استجابوا لله.
  · النزول: قيل: لما انصرف أبو سفيان وأصحابه عن أحد فبلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم، وقالوا: لا محمدًا قتلتم ولا الكواعب أردفتم، قتلتموهم حتى لم يبق إلا الشريد تركتموه، ارجعوا فاستأصلوهم، فرجعوا إلى حمراء الأسد، وسمع بهم رسول اللَّه ÷ فأراد أن يرهب عدوه، فدعا أصحابه إلى اتباعه، ونادى مناديه: ألا لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، وألقى اللَّه الرعب في قلوب الكفار، فانهزموا من غير قتال، فخرج رسول اللَّه ÷ ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ($) وجماعة من المهاجرين والأنصار حتى بلغوا حمراء الأسد، وهي على ثمانية أميال من المدينة، ففيهم نزلت الآية عن ابن عباس والسدي وابن إسحاق وابن جريج وقتادة وأبي علي.
  وعن عائشة قالت لعبد اللَّه بن الزبير: إن جدك وأباك لمن الَّذِينَ قال اللَّه تعالى: «الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ» تعني بالجد أبا بكر وبالأب الزبير.