قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل 173}
  بن مسعود الأشجعي عن الواقدي ومجاهد ومقاتل وعكرمة، وهو عامّ أريد به الخاص كقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} يعني محمدًا، وإنما يجوز ذلك لوجهين:
  أحدهما: بتقدير جاء القول من قبل الناس.
  الثاني: تفخيمًا وتعظيمًا.
  وقيل: هم المنافقون عن السدي، واختلفوا متى كان؟ قيل: عام أحد سنة ثلاث، وقيل: في بدر الصغرى سنة أربع، «إِنَّ النَّاسَ» يعني أبا سفيان وأصحابه من أهل مكة «قَدْ جَمَعُوا» جموعًا كثيرة من الناس، وقيل: جمعوا الآلات والرجال «فَاخْشَوهُمْ» [خافوهم] «فَزَادَهُمْ إِيمَانًا» قيل: تصديقًا وقوة، وقيل: تثبيتًا بمعنى زادهم ذلك التخويف تثبيتًا على إيمانهم «وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّه» كفانا اللَّه «وَنِعْمَ الْوَكيلُ» المعتمد والملجأ الذي توكل إليه الأمور، وقيل: هو فعيل بمعنى مفعول، وقيل: نعم المانع عن الواقدي.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن القوم لما خوفوا بكثرة العدو ووفور عدتهم ازدادوا بصيرة، وانقطعوا إلى اللَّه، وقالوا: حسبنا اللَّه، وذلك يدل على قوة يقينهم وفضلهم وتقدمهم في الدين.
  وتدل على أن كل خير وظَفْرٍ فمِنْ عنده تعالى.
  وتدل على أن الإيمان يزيد وينقص، وذلك يوجب أن العمل من الإيمان خلاف ما تقوله المرجئة، وقد روى ابن عمر قال: قلنا: يا رسول اللَّه، الإيمان يزيد وينقص؟
  قال: «نعم يزيد حتى يُدخل صاحبه الجنة، وينقص حتى يدخل صاحبه النار»، وروي أن الإيمان يزيد وينقص عن عمر وعلي وابن عباس وأبي هريرة وأبي الدرداء وعمر بن عبد العزيز وعلقمة وحماد بن زيد وسلمة بن إبراهيم، ووكيع بن الجراح، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين، وقول مشايخنا، وإليه ذهب الشافعي.