التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم 1}

صفحة 202 - الجزء 1

  الاسم نصب؛ لأنه مفعول، وعلى الثاني يحتمل وجهين: النصب، ويحتمل الرفع على تقدير ابتدائي باسم اللَّه تعالى، فيكون خبرُ ابتدائي محذوفا.

  ومتى قيل: لم حذف (أبدأ)؟

  قلنا: لأن القارئ مبتدئ؟ فدلالة الحال والمشاهدة أغنت عن ذكره.

  ومتى قيل: لم أسقطت الألف في بسم اللَّه؟ ولم تسقط من {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ

  قلنا: تخفيفا، ولكثرة الاستعمال.

  ومتى قيل: لم كسرت. الباء؟

  قلنا: قيل: ردًّا إلى الأصل عن المبرد، وقيل: فرقًا بين ما يَجُرُّ وهو حرف، وما يجر مما يجوز أن يكون اسما ككاف التشبيه.

  ومتى قيل: بسم اللَّه: أمر أو خبر؟

  قلنا: إن قدرت المحذوف (ابدؤوا) فهو أمر، وإن قدرته (أبدأ) كان خبرًا.

  ومتى قيل: لم قال: بسم اللَّه، ولم يقل بِاللَّهِ؟

  قلنا: فرقا بين الاستعانة والقسم، وقيل: للفرق بين الاستعانة به وغيره، فأما من قال: الاسم هو المسمى فقد أخطأ، وقد قال اللَّه تعالى: {وَلِلَّهِ الأسماء الحسنى} فأثبت أسامي، وأضافها إلي نفسه.

  · النزول: روي عن النبي ÷ أنه قال: «لم ينزل على أحد قبلي إلا على سليمان» وقيل: روي أنه في ابتداء ما أوحى اللَّه إليه يكتب باسمك اللَّهم حتى نزل قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فكتبها، عن ميمون بن مهران.